يا أخي المسلم: تجنب الاستهزاء بالله وآياته ورسوله صلى الله عليه وسلم بقصد أو بدون قصد سواء أكنت جاداً أم مازحاً، حتى لا تقع في خطر قوله تعالى: (( قل أ بالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)) وابتعد كلية عن الاستهزاء بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذه الآية نزلت في الذين استهزؤا بهم كما أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم بإسناد حسن من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
يا أخي المسلم: وعندما نزلت هذه الآية فيمن استهزؤا بالصحابة وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء المستهزئون إليه عليه الصلاة والسلام واعتذروا بقولهم: ((إنما كنا نخوض ونلعب)) فلم نقل ما قلناه عن عقيدة ولا قصد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليهم بقراءة (( أ بالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن)) ومن هنا قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:’’ وبهذا نعرف أن من يسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كافر، لأن الطعن فيهم طعن في الله ورسوله وشريعته,
يا أخي المسلم: لا تستهزيء بعباد الله المؤمنين بسبب تمسكهم بالدين الإسلامي وامتثالهم لأحكامه وواجباته وسننه ولا تغمز، ولا تلمز، ولا تضحك منهم ولا ترمهم بالضلال حتى لا تقع في قوله تعالى: (( إن الذين أجرموا كانوا من الذين أمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون.......)) الى آخر الآيات.
يا أخي المسلم: الاستهزاء بعموم المسلمين الملتزم منهم والمقصر والسخرية بهم واحتقارهم شر لذا يجب عليك تركه والإقلاع عنه وتجنبه عن المسلمين جميعاً عربهم وعجمهم المحسن والمسيء فلا تنبزهم بألقاب سيئة ولا تسخر منهم ولا تحاكيهم بأقوالهم وأفعالهم سخرية منهم حتى لا تدخل في ركب قوله تعالى: (( يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قومٌ من قوم)) وحتى لا تندرج في قوله صلى الله عليه وسلم: [ بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ] أخرجه مسلم.
يا أخي المسلم: إن المستهزئ بأخيه والساخر بحاله [يخشى أن يصيبه الله تعالى بما سخر به ]
أخرج الترمذي وحسنه من قوله صلى الله عليه وسلم [لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك]
يا أخي المسلم: الاستهزاء والسخرية فيه إيذاء للمسلم فتجنبه لأن ربك جل جلالــه يقــــول: (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتـنا وإثما مبينا)).
يا أخي المسلم: الاستهزاء واحتقار الناس أمر عظيم للغاية، ولا يعني المحافظة على الواجبات تزكية النفس وإفلات العنان للسان ليقول ما شاء في الآخرين، ويقع فيمن شاء.
يا أخي المسلم: كثير من الناس يرى أن المحافظة على الصلاة والتزام بعض المظاهر الإسلامية وادعاء سلوك معين وانتماء معين سبب كاف للنجاة من عذاب الله ثم بعد ذلك يطلق عنانه في الاستهزاء والسخرية والتنقص لعباد الله عز وجل وهذا الأمر خطير جداً يلزم التنبه إليه والحذر منه ففي الحديث الصحيح: [ أكثر خطايا بني آدم في لسانه ] فكثير من الناس يقول كلمة يظنها عابرة ولكن ربما كان أمرها عظيم.
الإثنين مايو 30, 2011 2:35 am
